إسحاق نيوتن

إسحاق نيوتن: العالم الذي غيّر طريقة فهمنا للعالم

بداية حياة طفل فضولي

وُلد إسحاق نيوتن في إنجلترا يوم 25 ديسمبر سنة 1642. كان منذ طفولته مختلفًا عن باقي الأطفال. لم يكن يحب اللعب كثيرًا، بل كان يحب الجلوس وحده، يصنع أشياء غريبة بيده، مثل طاحونة هواء صغيرة، وساعة مائية، وحتى عربات تتحرك بقوة الرياح. وكان دائمًا يسأل أسئلة غريبة مثل: “لماذا تسقط الأشياء؟” و”كيف تتحرك النجوم؟” وكان يحب المدرسة ويحب أن يقرأ الكتب ويكتب الملاحظات.

التفاحة التي غيرت التاريخ

عندما كبر نيوتن، التحق بجامعة كامبريدج، وبدأ يتعلم الرياضيات والفيزياء. وفي يوم من الأيام، وبينما كان يجلس تحت شجرة في حديقة، سقطت تفاحة بجانبه. لم تكن هذه التفاحة عادية، لأن إسحاق لم يمرر الأمر مرور الكرام، بل قال لنفسه: “لماذا سقطت التفاحة إلى الأرض؟ ولماذا لم تطِر في الهواء أو تتحرك في اتجاه آخر؟” هذا السؤال البسيط جعله يكتشف قانونًا عظيمًا جدًا يُسمى “قانون الجاذبية”. وهو نفس القانون الذي يجعلنا لا نطير في الهواء، ويجعل القمر يدور حول الأرض، والكواكب تدور حول الشمس.

قوانين الحركة

لم يتوقف نيوتن عند الجاذبية فقط. بل اكتشف ثلاثة قوانين للحركة أصبحت أساس علم الفيزياء. هذه القوانين تشرح كيف تبدأ الأشياء في الحركة، ومتى تتوقف، وكيف تتسارع أو تبطئ. هذه القوانين تُستخدم اليوم في كل شيء تقريبًا، من تصميم السيارات والطائرات إلى إطلاق الصواريخ في الفضاء. لولا نيوتن، لما فهمنا كيف تتحرك الأجسام بهذه الطريقة.

عبقري في الرياضيات والضوء

كان نيوتن أيضًا عبقريًا في الرياضيات. اخترع طريقة جديدة لحل المسائل الصعبة تُسمى “التفاضل والتكامل”، وهي تُستخدم اليوم في كل علوم الهندسة والفضاء. كما درس نيوتن الضوء والألوان، واكتشف أن الضوء الأبيض الذي نراه من الشمس يتكوّن من سبعة ألوان، مثل ألوان قوس قزح. صنع تلسكوبًا خاصًا به لرؤية الكواكب، وشرح كيف ينعكس الضوء داخل العدسات والمرايا.

نيوتن والنجاح في حياته

بعد كل هذه الاكتشافات، أصبح نيوتن عالمًا مشهورًا في كل أوروبا. عُيّن رئيسًا للجمعية الملكية العلمية في بريطانيا، وعمل في سكّ العملة الملكية، حيث ساعد في تحسين النظام المالي للبلاد. وكان صارمًا جدًا في عمله، ومنظمًا للغاية، ولا يحب إضاعة الوقت. وقد كتب أهم كتبه العلمية بعنوان “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية”، والذي ما زال العلماء يدرسون فيه حتى اليوم.

نهاية عظيمة وبداية لأجيال من العلماء

توفي إسحاق نيوتن سنة 1727، ودُفن في كنيسة وستمنستر في لندن، بجانب ملوك وأبطال إنجلترا. وقد اعتبره العالم كله من أعظم من عاشوا على الأرض. فبفضل أسئلته البسيطة، مثل “لماذا سقطت التفاحة؟”، فهم البشر كيف يعمل الكون. وأصبح نيوتن رمزًا للعقل العلمي، ومثالًا لكل طفل فضولي يحب أن يكتشف العالم من حوله.

ماذا نتعلم من قصة نيوتن؟

نتعلم من نيوتن أن السؤال هو بداية المعرفة. ونتعلم أن الطفل الهادئ الذي يحب أن يفكر ويلاحظ، قد يصبح أعظم عالم في التاريخ. كما نتعلم أن الإصرار والعمل والاجتهاد يمكن أن يجعل من الإنسان شخصًا يغيّر العالم. فإذا كنت تحب العلوم أو تطرح أسئلة كثيرة، فلا تتوقف. ربما تكون أنت “نيوتن” القادم!

Add a review

Your email address will not be published. Required fields are marked *