جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر: قائد الثورة وبطل العروبة
نشأة الزعيم
وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918 في حي باكوس بمدينة الإسكندرية، ونشأ في أسرة مصرية بسيطة من الطبقة الوسطى. منذ صغره، أظهر روح القيادة والانتماء الوطني، وشارك في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني وهو لا يزال طالبًا. التحق بالكلية الحربية، وهناك التقى بزملائه الذين سيشاركونه لاحقًا في أكبر حدث سياسي في تاريخ مصر.
ثورة يوليو وبداية التغيير
في 23 يوليو 1952، قاد عبد الناصر مع مجموعة “الضباط الأحرار” ثورة عسكرية أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية المصرية. وبعد عامين، أصبح رئيسًا لمصر، وبدأ في تنفيذ سياسات تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين حياة الفلاحين والعمال، واستقلال القرار المصري.
تأميم قناة السويس والتحدي الدولي
في عام 1956، أعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس، فكان هذا القرار مفاجئًا للعالم، وردًا قويًا على سحب تمويل مشروع السد العالي من الدول الكبرى. أدى القرار إلى العدوان الثلاثي على مصر (من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل)، لكن الشعب المصري صمد، وأجبر المعتدين على الانسحاب، مما جعل عبد الناصر بطلًا قوميًا ورمزًا للصمود.
زعيم العرب وصوت الشعوب
لم يكن عبد الناصر زعيمًا لمصر فقط، بل أصبح صوت الشعوب العربية في زمن الاحتلال والاستعمار. دعم حركات التحرر في الجزائر واليمن وفلسطين، وسعى إلى توحيد العرب في مشروع قومي كبير. كان يحلم بوطن عربي موحّد، قوي اقتصاديًا وسياسيًا، ولهذا أحبته الجماهير في كل مكان.
النكسة والتحدي من جديد
رغم الإنجازات، واجهت مصر نكسة كبيرة في عام 1967، عندما هُزمت في الحرب مع إسرائيل. تحمل عبد الناصر المسؤولية كاملة، وقرر الاستقالة، لكن الشعب خرج بالملايين مطالبًا ببقائه، فعاد ليستكمل بناء الجيش وإعادة تنظيم الدولة، وكان شعاره “ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.”.
وفاته والوداع التاريخي
تُوفي جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 بعد نوبة قلبية مفاجئة، فخرجت الملايين تودّعه في جنازة شعبية مهيبة لم يشهد لها تاريخ مصر مثيلًا. بكى عليه العرب من المحيط إلى الخليج، واعتُبر رحيله نهاية مرحلة وبداية أخرى.
إرث خالد في قلوب المصريين
يُعد جمال عبد الناصر أحد أهم رموز الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، ويظل اسمه مرتبطًا بالكرامة، والقوة، ورفض التبعية. رغم ما يُقال عن سياساته واختلاف البعض حولها، يبقى ناصر في نظر الكثيرين “الزعيم” الذي حلم بمصر قوية وشعب عزيز.
Add a review
Your email address will not be published. Required fields are marked *