الدولة العباسية
نشأة الدولة العباسية
بعد سقوط الدولة الأموية في معركة الزاب سنة 132هـ، تولّى العباسيون الحكم، مؤسسين بذلك الدولة العباسية، التي تُعد ثاني أكبر دولة خلافة في التاريخ الإسلامي بعد الأموية من حيث الامتداد. سُميت بهذا الاسم نسبة إلى العباس بن عبد المطلب، عم النبي محمد ﷺ. وكانت بداية نشأتهم بدعوة سرّية قادها أنصارهم في خراسان، وعلى رأسهم أبو مسلم الخراساني، حتى نجحوا في إسقاط الأمويين
أول خلفاء الدولة العباسية هو أبو العباس عبد الله السفاح، وقد جعلوا الكوفة ثم بغداد عاصمة لهم، والتي بناها الخليفة المنصور لاحقًا، وأصبحت واحدة من أعظم المدن في التاريخ الإسلامي
اتساع الدولة العباسية وإنجازاتها
في بدايتها، حافظت الدولة العباسية على وحدة أراضي الدولة الإسلامية، وامتدت من شرق إيران حتى شمال إفريقيا، وبلغت أوجها في عهد الخليفة هارون الرشيد ثم المأمون. ورغم انحسار الفتوحات مقارنة بالعصر الأموي، فإن العباسيين اهتموا بتقوية الجيش وتنظيم الدولة من الداخل.
من أبرز إنجازات الدولة العباسية:
إنشاء بيت الحكمة في بغداد، وهو مركز ضخم للترجمة والبحث العلمي
تشجيع حركة الترجمة من الفارسية، واليونانية، والسريانية
ازدهار العلوم والفنون والآداب بشكل كبير، مما جعل العصر العباسي يُعرف بـ”العصر الذهبي للإسلام”
تطوير النظام الإداري، وتوسيع سلطة الوزراء والولاة
الحياة الاجتماعية والثقافية
شهد العصر العباسي نهضة ثقافية وعلمية غير مسبوقة في العالم الإسلامي، خاصة في بغداد، التي أصبحت مركزًا للعلماء والمفكرين من جميع الأديان والأعراق. ازدهرت علوم مثل الطب والفلك والرياضيات والفلسفة.
ظهر في هذا العصر علماء كبار مثل:
الرازي وابن سينا في الطب.
الفرغاني والبيروني في الفلك.
الخوارزمي في الرياضيات.
الجاحظ وأبو العلاء المعري في الأدب.
اجتماعيًا، كان هناك نوع من الانفتاح والتعدد الثقافي داخل المجتمع العباسي، وبرز دور الفرس والموالي في مؤسسات الدولة، مما ساعد في تطوير الفكر الإسلامي وتنويع مصادر المعرفة.
سقوط الدولة العباسية
رغم قوتها في البداية، دخلت الدولة العباسية في مراحل من الضعف والانقسام، خاصة بعد القرن الثالث الهجري، بسبب:
ضعف الخلفاء واعتمادهم على الوزراء والقادة العسكريين.
استقلال بعض الولايات، مثل الأندلس والمغرب ومصر.
ظهور الدولة الفاطمية والقرامطة، وانقسام العالم الإسلامي سياسيًا.
أضعفت هذه العوامل سلطة الخلفاء، حتى جاء الاجتياح المغولي بقيادة هولاكو، الذي دخل بغداد سنة 656هـ (1258م)، وقام بقتل الخليفة المستعصم بالله، مما أنهى الدولة العباسية سياسيًا في بغداد.
لكن العباسيين استمروا رمزيًا في القاهرة بدعم من المماليك، دون سلطة فعلية، حتى سقوط الخلافة تمامًا مع دخول العثمانيين مصر سنة 1517م.
:
Add a review
Your email address will not be published. Required fields are marked *