الدولة الأموية
نشأة الدولة الأموية
بعد استشهاد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، انتقلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان سنة 41هـ، في ما يعرف بعام الجماعة، مؤسسًا بذلك الدولة الأموية، والتي تعتبر أول دولة وراثية في الإسلام. كانت عاصمتها دمشق، وتميزت بفترة استقرار سياسي نسبي بعد الفتن التي شهدها المسلمون في نهاية عصر الخلفاء الراشدين
امتد حكم الدولة الأموية من سنة 41هـ (661م) إلى 132هـ (750م)، وهي أطول خلافة إسلامية بعد الخلفاء الراشدين مباشرة. حكمها 14 خليفة، بدأهم معاوية وانتهوا بآخر الخلفاء الأمويين مروان بن محمد
اتساع الدولة الأموية وإنجازاتها
تميز العصر الأموي باتساع رقعة الدولة الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل، حيث امتدت من حدود الصين شرقًا حتى فرنسا غربًا. ومن أبرز الفتوحات في هذه الفترة:
فتح بلاد الأندلس على يد القائد طارق بن زياد.
فتح بلاد السند (باكستان حاليًا) بقيادة محمد بن القاسم الثقفي.
التوسع في آسيا الوسطى وبلاد ما وراء النهر.
كما شهدت الدولة الأموية نهضة إدارية؛ فقد تم تنظيم الدواوين، وضُربت العملة الإسلامية لأول مرة، وأُدخل العرب في النظام البيروقراطي للحكم. أيضًا، بدأ استخدام اللغة العربية رسميًا في الدواوين، بدلًا من الفارسية واليونانية
الحياة الاجتماعية والثقافية
رغم اهتمام الأمويين بالفتوحات وتوسيع رقعة الدولة، إلا أن حياتهم الثقافية كانت نشطة. ظهر في عهدهم العديد من الشعراء والأدباء، مثل جرير والفرزدق والأخطل، وشهد الأدب العربي تطورًا كبيرًا خاصة في الشعر.
اجتماعيًا، كانت هناك بعض التفرقة بين العرب والموالي (غير العرب من المسلمين)، مما أدى إلى تذمر بعض الفئات داخل الدولة، خاصة في خراسان والعراق. وقد كانت هذه التفرقة أحد الأسباب التي أدت لاحقًا إلى سقوط الدولة.كذلك، اهتم بعض الخلفاء بالعمارة، فأنشأوا القصور والمساجد، مثل قبة الصخرة التي بناها الخليفة عبد الملك بن مروان في القدس، وتُعد من أروع ما خلفته العمارة الإسلامية في العصر الأموي
سقوط الدولة الأموية
رغم القوة والاتساع، واجهت الدولة الأموية العديد من التحديات، أهمها
الصراعات الداخلية بين الخلفاء وأفراد الأسرة الأموية
الظلم والتمييز الذي شعر به الموالي
الثورات المتعددة، وأبرزها الثورة العباسية التي بدأت في خراسان بقيادة أبو مسلم الخراساني
استغل العباسيون هذه التوترات، ودعوا الناس إلى إعادة الخلافة لأهل بيت النبي ﷺ. ونجحت دعوتهم، فهزموا الأمويين في معركة الزاب الكبرى سنة 132هـ، وقُتل آخر الخلفاء الأمويين، وبذلك انتهت الدولة الأموية، وبدأت الدولة العباسية
ورغم سقوطها، تركت الدولة الأموية أثرًا عميقًا في التاريخ الإسلامي، خاصة في مجال الفتوحات، والتنظيم الإداري، والعمران، وبقي فرع منها في الأندلس أسس دولة مستقلة عرفت بـ الدولة الأموية في الأندلس