فريدة عثمان

فراشة النيل وأيقونة السباحة المصرية

النشأة والبدايات

وُلدت فريدة عثمان في 18 يناير 1995 بالقاهرة، وبدأت رحلتها مع السباحة في سن مبكرة، حيث برزت موهبتها منذ الطفولة. درست في المدرسة الأمريكية بالقاهرة، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة لدراسة التسويق بجامعة كاليفورنيا (بيركلي)، وهناك طوّرت مستواها الفني والبدني وسط بيئة تنافسية عالمية.

المسيرة الاحترافية

  بدأت فريدة التألق في البطولات الأفريقية والعربية، ثم سرعان ما خطفت الأنظار عالميًا

بطولة العالم للسباحة 2017 (بودابست): أحرزت الميدالية البرونزية في سباق 50 متر فراشة، لتصبح أول سبّاحة مصرية وأفريقية تحقق ميدالية في بطولة عالمية

بطولة العالم 2019 (جوانججو): كرّرت الإنجاز ببرونزية جديدة في نفس السباق، لتؤكد تفوقها العالمي

مثلت مصر في 3 دورات أولمبية متتالية: لندن 2012، ريو 2016، وطوكيو 2020

حطّمت عشرات الأرقام القياسية الأفريقية والعربية، ورفعت اسم مصر عاليًا في محافل السباحة الدولية

الإنجازات الفردية والجماعية

    أول مصرية تفوز بميدالية في بطولة العالم للسباحة (مرتين)

 BBC حاصلة على لقب أفضل رياضية في أفريقيا لعام 2017 من هيئة الإذاعة البريطانية

  حطمت الرقم الأفريقي في سباقات 50 و100 متر فراشة وحرّة

  شاركت في نهائيات بطولات العالم والألعاب الأولمبية وسط منافسة من أقوى سبّاحات العالم

الأثر المجتمعي والإنساني

تُعد فريدة عثمان رمزًا للمرأة المصرية الطموحة، ومصدر إلهام للفتيات في مختلف المجالات الرياضية. تدعم قضايا الصحة والتعليم والتمكين المجتمعي، كما أنها تشارك في مبادرات لتشجيع ممارسة السباحة في المدارس والمراكز الشبابية.

مقولة ملهمة

“كل سباحة أقطعها هي رسالة أمل لبنات بلدي إن النجاح ممكن مهما كانت التحديات”.

عمر مرموش

​ النجم المصري الصاعد في سماء الكرة العالمية

النشأة والبدايات

وُلد عمر خالد محمد مرموش في 7 فبراير 1999 بالقاهرة، ونشأ في حي المعادي. بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية نادي وادي دجلة، حيث انضم إليها في سن التاسعة، وبرز بفضل سرعته ومهاراته الفنية. ظهر لأول مرة مع الفريق الأول لوادي دجلة عام 2016، قبل أن ينتقل إلى أوروبا في 2017 للانضمام إلى فريق فولفسبورغ الألماني.

 المسيرة الاحترافية

فولفسبورغ 2017–2023

: بدأ مرموش مع الفريق الرديف، ثم تمت إعارته إلى سانت باولي وشتوتغارت، حيث أثبت نفسه كلاعب هجومي مميز.​

  آينتراخت فرانكفورت 2023–2025  
انتقل إلى فرانكفورت وسجل 27 هدفًا في 46 مباراة، مما جعله من أبرز هدافي الفريق

  مانشستر سيتي 2025–الآن: في يناير 2025، انضم مرموش إلى مانشستر سيتي بعقد يمتد حتى 2029، في صفقة قُدّرت بـ70 مليون يورو. سجل 6 أهداف في أول 12 مباراة له مع الفريق

 الإنجازات الفردية والجماعية

فاز ببطولة Regionalliga Nord مع فولفسبورغ موسم 2018–2019.​

مع المنتخب المصري

شارك في كأس الأمم الأفريقية 2021، حيث وصل المنتخب إلى النهائي

جوائز فردية

أفضل لاعب في الدوري الألماني لشهري سبتمبر ونوفمبر 2024
أفضل لاعب صاعد في الدوري الألماني لشهري سبتمبر 2021 ومارس 2022

: مع المنتخب المصري

ظهر مرموش لأول مرة مع المنتخب الأول في أكتوبر 2021، وسجل هدف الفوز ضد ليبيا. شارك في كأس الأمم الأفريقية 2021، وساهم في وصول مصر إلى النهائي. حتى مارس 2025، خاض 37 مباراة دولية وسجل 6 أهداف

: الأثر المجتمعي والإنساني

يُعرف مرموش بتواضعه وأخلاقه الحميدة، ويُعتبر قدوة للشباب المصري. يحمل الجنسية الكندية بجانب المصرية، ويُظهر التزامًا دينيًا من خلال سجوده بعد تسجيل الأهداف

محمد صلاح

​محمد صلاح، المعروف بلقب “الملك المصري”، هو أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم، ويُعد رمزًا للفخر الوطني في مصر.​

النشأة والبدايات

وُلد محمد صلاح حامد محروس غالي في 15 يونيو 1992 في قرية نجريج التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية. بدأ مسيرته الكروية في نادي المقاولون العرب، حيث ظهر لأول مرة مع الفريق الأول عام 2010. في عام 2012، انتقل إلى نادي بازل السويسري، حيث تألق وفاز بلقب الدوري السويسري مرتين، مما جذب انتباه الأندية الأوروبية الكبرى.

المسيرة الاحترافية

تشيلسي 2014:  انضم إلى النادي الإنجليزي لكنه لم يحصل على فرصة كافية للتألق.​

فيورنتينا وروما 2015–2017 أعاد اكتشاف نفسه في الدوري الإيطالي، حيث أظهر مهاراته وسرعته، مما جعله محط أنظار الأندية الكبرى.​

ليفربول من 2017 حتى الآن: انضم إلى ليفربول في صفقة بلغت 42 مليون يورو، وسرعان ما أصبح نجم الفريق. في موسمه الأول، سجل 32 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، محققًا رقمًا قياسيًا آنذاك. ساهم في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020، منهياً فترة انتظار دامت 30 عامًا للنادي.​

الإنجازات الفردية والجماعية

  .أفضل لاعب في إنجلترا من رابطة اللاعبين المحترفين 2018، 2022

  الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز 2018، 2019، 2022
  .أفضل لاعب أفريقي من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم 2017، 2018

  .اختيار ضمن قائمة “تايم” لأكثر 100 شخصية تأثيرًا في العالم 2019.

  .جائزة بوشكاش لأفضل هدف2018

مع المنتخب المصري

بدأ صلاح مشواره مع المنتخب المصري عام 2011. شارك في كأس العالم 2018، وساهم في وصول مصر إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية في نسختي 2017 و2022. يُعتبر ثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب بعد حسام حسن.​

الأثر المجتمعي والإنساني

يُعرف صلاح بتواضعه وأعماله الخيرية. ساهم في تطوير قريته نجريج من خلال بناء مستشفى ومدرسة ومركز شباب. كما يُعتبر رمزًا للتسامح والتعايش، حيث ساهم في تقليل مظاهر الإسلاموفوبيا في بريطانيا من خلال سلوكه وأخلاقه الحميدة.​​

مجدي يعقوب

مجدي يعقوب: طبيب مصري أصبح “ملك القلوب

بداية من الشرقية إلى العالمية

وُلد الدكتور مجدي يعقوب في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية يوم 16 نوفمبر سنة 1935. نشأ في بيت بسيط، وكان والده يعمل طبيبًا، وهذا جعله يرى منذ صغره أهمية مهنة الطب، وكيف أن الطبيب يُساعد الناس ويخفف آلامهم. لكنّ الحدث الأهم في طفولته كان وفاة عمته بمرض في القلب، ولم يستطع أحد إنقاذها. هذا الموقف جعله يُقرر أن يُصبح طبيب قلب، وأن يعمل على إنقاذ الأرواح مهما كانت الظروف.

طريق طويل من العلم والإصرار

تخرج مجدي يعقوب من كلية الطب بجامعة القاهرة، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل دراسته. لم تكن الرحلة سهلة، فالحياة في الخارج كانت مختلفة تمامًا، وكان عليه أن يثبت نفسه وسط أطباء من دول كثيرة. لكنه لم يستسلم، وكان يعمل بجد ويدرس باستمرار. بمرور الوقت، أصبح من أشهر جراحي القلب في العالم، وأجرى أول عملية زراعة قلب في بريطانيا، وهو إنجاز ضخم في عالم الطب.

شهرة عالمية… ولقب ملك القلوب

نفّذ الدكتور مجدي يعقوب آلاف العمليات الجراحية الناجحة، وأصبح اسمه معروفًا في كل مكان. لم يكن فقط بارعًا في العمليات، بل كان أيضًا طيب القلب، يعامل مرضاه بلُطف، ولا يفرّق بين غني وفقير. لهذا السبب أطلق عليه الناس لقب “ملك القلوب”، لأنه يُنقذ القلوب المريضة، ويملك قلبًا مليئًا بالرحمة.

العودة لمصر وخدمة الوطن

رغم كل النجاح في بريطانيا والعالم، لم ينسَ الدكتور مجدي يعقوب وطنه مصر. عاد وأنشأ مستشفى مجدي يعقوب للقلب في مدينة أسوان لعلاج الفقراء بالمجان. هناك، بدأ يُدرّب الأطباء الشباب، ويُدخل أحدث الأجهزة والتقنيات الطبية. لم يكن هدفه فقط العلاج، بل أيضًا تعليم الأجيال الجديدة من الأطباء المصريين، حتى تستمر رسالة العلم والرحمة.

إنسانية عظيمة وروح متواضعة

كان الدكتور مجدي يعقوب إنسانًا متواضعًا للغاية، رغم مكانته الكبيرة. لم يُحب الشهرة، ولم يكن يسعى وراء المال، بل كان يؤمن أن الطبيب الحقيقي هو من يُخفف الألم ويزرع الأمل. كما كان دائمًا يُشجّع الشباب على التعليم والعمل بجد، ويقول لهم: “المعرفة لا حدود لها، والإنسان يقدر يغيّر العالم إذا كان عنده حلم”.

ماذا نتعلم من قصة الدكتور مجدي يعقوب؟

نتعلم من الدكتور مجدي يعقوب أن الإرادة الصادقة والعمل الجاد يمكن أن يصنعوا المستحيل. ونتعلم أن النجاح الحقيقي ليس في المال أو الشهرة، بل في خدمة الآخرين. وأن الطبيب أو العالِم يمكن أن يُغيّر حياة الناس ويمنحهم الأمل. إذا كنت تحب مساعدة الناس وتحلم أن تُصبح طبيبًا، فليكن مجدي يعقوب قدوتك.

سميرة موسي

سميرة موسى: فتاة مصرية حلمت بالعلم وواجهت المستحيل

الطفولة وبداية الحلم

وُلدت سميرة موسى يوم 3 مارس سنة 1917 في قرية “سنبو الكبرى” بمحافظة الغربية. من صغرها كانت تحب العلم والقراءة، وكانت دائمًا من الأوائل في مدرستها. والدها كان يشجعها جدًا، وكان يؤمن أن البنات لهن الحق في التعليم مثل الأولاد. ولهذا السبب، انتقل بها إلى القاهرة لتكمل تعليمها في مدرسة متقدمة.

تفوق مبهر في العلوم

درست سميرة في مدرسة “بنات الأشراف”، وهناك بدأت موهبتها في العلوم تظهر بقوة، خاصة في مادة الفيزياء. وعندما التحقت بكَلية العلوم في جامعة القاهرة، كانت من أوائل الطالبات، وأصبحت أول معيدة في الكلية في قسم الفيزياء! وهذا كان شيء نادر جدًا وقتها، لأن عدد البنات في الكليات كان قليل، وقلّ جدًا أن تعمل فتاة في تدريس العلوم.

علم لخدمة السلام

درست سميرة موسى موضوعًا صعبًا جدًا، وهو الطاقة الذرية، وكانت تقول دائمًا:

“أريد أن يكون العلم في خدمة الإنسان، لا في تدميره”.

كانت تؤمن أن الطاقة النووية يمكن أن تُستخدم في الزراعة والطب، وليس فقط في الحروب. حلمها كان أن تجعل العلاج الإشعاعي للسرطان رخيصًا ومتاحًا للفقراء، حتى لا يعاني الناس من هذا المرض القاسي.

رحلة علمية إلى الخارج

سافرت سميرة إلى إنجلترا ثم إلى أمريكا، وهناك عملت في أكبر المراكز العلمية، واطّلعت على كل ما يخص الذرة والطاقة النووية. ورغم العروض الكثيرة للبقاء هناك، كانت دائمًا تقول:

“مصر هي بلدي… وسأعود لأخدمها بعلمي”.

لكنها كانت تعلم أيضًا أن العلم الذي بين يديها خطير، وأنه يمكن أن يستخدم في صنع القنابل النووية، فقررت أن تُكرّس حياتها لجعل هذا العلم آمنًا ويخدم السلام.

نهاية غامضة لعالمة عظيمة

في سنة 1952، وهي في أمريكا، تعرّضت لحادث سيارة غامض أودى بحياتها. حتى اليوم، يعتقد الكثيرون أنها اغتيلت بسبب رفضها التعاون مع جهات كانت تريد استخدام علمها في صناعة الأسلحة. رحلت سميرة وهي في عز شبابها، لكن اسمها لم يرحل، بل ظلّ خالدًا في قلوب المصريين.

ماذا نتعلم من سميرة موسى؟

نتعلم من سميرة موسى أن العلم لا يعرف جنسًا أو سنًا، وأن الفتيات قادرات على التفوق والقيادة. ونتعلم منها الشجاعة، والإصرار، وحب الوطن. كانت عالِمة رائعة، وقلبها مليء بالرحمة والإنسانية، ولم تسمح أبدًا أن يُستخدم علمها في إيذاء البشر. لو كنت تحب الفيزياء أو الطب أو عندك حلم كبير، سميرة موسى هي مثال رائع تحتذي به.

أحمد زويل

أحمد زويل: عالم مصري أضاء العالم بالعلم

بداية من دمنهور إلى المجد

وُلد الدكتور أحمد زويل في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، يوم 26 فبراير سنة 1946. انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق بكفر الشيخ، وكان منذ صغره محبًا جدًا للعلم والدراسة. كان يحب أن يقرأ الكتب العلمية، ويجرب التجارب البسيطة في البيت، وكان عنده شغف كبير بمعرفة “لماذا” و”كيف”. وكان دائمًا متفوقًا في مدرسته، ويحب مادة العلوم أكثر من أي شيء.

رحلة التعليم والطموح

تخرج زويل من كلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وكان من أوائل دفعته. ثم سافر إلى أمريكا ليكمل دراسته العليا، وهناك حصل على الدكتوراه في الكيمياء. واجه في بداية حياته صعوبات كبيرة، لكنه لم يستسلم أبدًا. وكان يعمل بجدّ ويجتهد في أبحاثه، وكان دائمًا يسعى لاكتشاف الجديد، حتى أصبح من أهم العلماء في العالم.

اكتشاف عظيم يغير العلم

في سنة 1999، حصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء، وهي أرفع جائزة علمية في العالم، وكان أول مصري وعربي يفوز بها في هذا المجال. حصل عليها بسبب اكتشافه “الفيمتوثانية”، وهي وحدة زمنية صغيرة جدًا، تُمكّن العلماء من رؤية حركة الذرات داخل الجزئيات لحظة بلحظة!

تخيّل أن الكاميرا العادية تلتقط صورة في جزء من الثانية، لكن زويل اخترع كاميرا علمية تستطيع التقاط الصورة في واحد على مليون مليار من الثانية! هذا الاكتشاف ساعد العلماء على فهم التفاعلات الكيميائية بدقة كبيرة، وفتح الباب لعلاج أمراض كثيرة، وصناعة أدوية جديدة، وتطوير التكنولوجيا.

فخر لكل المصريين

لم ينس الدكتور زويل بلده أبدًا، وكان دائمًا يقول إن جذوره مصرية، وأنه يفخر بأنه تعلم في مدارس مصرية. وعندما أصبح عالِمًا مشهورًا، قرر أن يُقدّم لبلده مشروعًا علميًا كبيرًا، وهو مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، لتكون مركزًا للبحث العلمي الحديث في مصر، وتُخرج علماء مصريين يساعدون في تقدم الوطن.

شخصية ملهمة وإنسانية عظيمة

كان الدكتور أحمد زويل لا يحب الشهرة فقط، بل كان يحب الأطفال والشباب، ويحب أن يشجعهم على التعليم والنجاح. وكان دائمًا يزور المدارس والجامعات ليقول للطلاب: “العلم هو مفتاح المستقبل”، و”لا يوجد مستحيل طالما تحلم وتجتهد”.

النهاية… وبداية للأمل

توفي الدكتور أحمد زويل يوم 2 أغسطس سنة 2016، لكن إنجازاته ما زالت حية في قلوب كل المصريين. اسمه يُكتب في كتب التاريخ، وصورته تزين كتب العلوم. لقد أثبت للعالم كله أن العالم العربي يمكن أن يكون في المقدمة، وأن العلم لا يعرف حدودًا.

ماذا نتعلم من قصة زويل؟

نتعلم من الدكتور أحمد زويل أن العلم يغير حياة الإنسان وحياة الشعوب، وأن كل طفل أو طالبة يمكن أن يصبح عالِمًا كبيرًا إذا اجتهد وصدق في حلمه. ونتعلم أيضًا أن الانتماء للوطن لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والعطاء. إذا كنت تحب العلوم أو تحلم أن تكون مخترعًا، فاجعل من زويل قدوة لك.

إسحاق نيوتن

إسحاق نيوتن: العالم الذي غيّر طريقة فهمنا للعالم

بداية حياة طفل فضولي

وُلد إسحاق نيوتن في إنجلترا يوم 25 ديسمبر سنة 1642. كان منذ طفولته مختلفًا عن باقي الأطفال. لم يكن يحب اللعب كثيرًا، بل كان يحب الجلوس وحده، يصنع أشياء غريبة بيده، مثل طاحونة هواء صغيرة، وساعة مائية، وحتى عربات تتحرك بقوة الرياح. وكان دائمًا يسأل أسئلة غريبة مثل: “لماذا تسقط الأشياء؟” و”كيف تتحرك النجوم؟” وكان يحب المدرسة ويحب أن يقرأ الكتب ويكتب الملاحظات.

التفاحة التي غيرت التاريخ

عندما كبر نيوتن، التحق بجامعة كامبريدج، وبدأ يتعلم الرياضيات والفيزياء. وفي يوم من الأيام، وبينما كان يجلس تحت شجرة في حديقة، سقطت تفاحة بجانبه. لم تكن هذه التفاحة عادية، لأن إسحاق لم يمرر الأمر مرور الكرام، بل قال لنفسه: “لماذا سقطت التفاحة إلى الأرض؟ ولماذا لم تطِر في الهواء أو تتحرك في اتجاه آخر؟” هذا السؤال البسيط جعله يكتشف قانونًا عظيمًا جدًا يُسمى “قانون الجاذبية”. وهو نفس القانون الذي يجعلنا لا نطير في الهواء، ويجعل القمر يدور حول الأرض، والكواكب تدور حول الشمس.

قوانين الحركة

لم يتوقف نيوتن عند الجاذبية فقط. بل اكتشف ثلاثة قوانين للحركة أصبحت أساس علم الفيزياء. هذه القوانين تشرح كيف تبدأ الأشياء في الحركة، ومتى تتوقف، وكيف تتسارع أو تبطئ. هذه القوانين تُستخدم اليوم في كل شيء تقريبًا، من تصميم السيارات والطائرات إلى إطلاق الصواريخ في الفضاء. لولا نيوتن، لما فهمنا كيف تتحرك الأجسام بهذه الطريقة.

عبقري في الرياضيات والضوء

كان نيوتن أيضًا عبقريًا في الرياضيات. اخترع طريقة جديدة لحل المسائل الصعبة تُسمى “التفاضل والتكامل”، وهي تُستخدم اليوم في كل علوم الهندسة والفضاء. كما درس نيوتن الضوء والألوان، واكتشف أن الضوء الأبيض الذي نراه من الشمس يتكوّن من سبعة ألوان، مثل ألوان قوس قزح. صنع تلسكوبًا خاصًا به لرؤية الكواكب، وشرح كيف ينعكس الضوء داخل العدسات والمرايا.

نيوتن والنجاح في حياته

بعد كل هذه الاكتشافات، أصبح نيوتن عالمًا مشهورًا في كل أوروبا. عُيّن رئيسًا للجمعية الملكية العلمية في بريطانيا، وعمل في سكّ العملة الملكية، حيث ساعد في تحسين النظام المالي للبلاد. وكان صارمًا جدًا في عمله، ومنظمًا للغاية، ولا يحب إضاعة الوقت. وقد كتب أهم كتبه العلمية بعنوان “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية”، والذي ما زال العلماء يدرسون فيه حتى اليوم.

نهاية عظيمة وبداية لأجيال من العلماء

توفي إسحاق نيوتن سنة 1727، ودُفن في كنيسة وستمنستر في لندن، بجانب ملوك وأبطال إنجلترا. وقد اعتبره العالم كله من أعظم من عاشوا على الأرض. فبفضل أسئلته البسيطة، مثل “لماذا سقطت التفاحة؟”، فهم البشر كيف يعمل الكون. وأصبح نيوتن رمزًا للعقل العلمي، ومثالًا لكل طفل فضولي يحب أن يكتشف العالم من حوله.

ماذا نتعلم من قصة نيوتن؟

نتعلم من نيوتن أن السؤال هو بداية المعرفة. ونتعلم أن الطفل الهادئ الذي يحب أن يفكر ويلاحظ، قد يصبح أعظم عالم في التاريخ. كما نتعلم أن الإصرار والعمل والاجتهاد يمكن أن يجعل من الإنسان شخصًا يغيّر العالم. فإذا كنت تحب العلوم أو تطرح أسئلة كثيرة، فلا تتوقف. ربما تكون أنت “نيوتن” القادم!

الملك عبد العزيز آل سعود

الملك عبد العزيز آل سعود: موحِّد المملكة وباني المجد
من قلب الصحراء، وتحديدًا في مدينة الرياض، وُلد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1876، في زمنٍ مضطرب كانت فيه الجزيرة العربية تموج بالفرقة والصراعات. لكن هذا الطفل البدوي لم يكن عاديًا، فقد حمل منذ صغره حلمًا أكبر من الرمال، وأوسع من السماء: أن يوحّد أرض أجداده ويقيم دولة قوية، مزدهرة، تنشر الأمن بعد أن عاشت عقودًا في الخوف.

النفي.. ثم العودة كالعاصفة
في سن العاشرة، خرج عبد العزيز مع أسرته إلى المنفى في الكويت بعد سقوط الرياض. لكنه لم ينسَ يومًا أرضه، ولا راوده شك في أنه سيعود يومًا لاستعادتها. وفي عام 1902، وهو لم يبلغ الثلاثين بعد، عاد في رحلة بطولية لا تُنسى، واقتحم قصر المصمك برجاله الأوفياء، ليستعيد الرياض ويبدأ رحلة التوحيد، حجرًا فوق حجر.

توحيد الجزيرة.. معجزة العصر
لم يكن ما فعله عبد العزيز فتحًا لمدينة، بل بداية لتأسيس وطن. جال القبائل، وخاض معارك، وأقام تحالفات، وكان يحمل معه سيفًا في يد، وحكمة في الأخرى. وعلى مدى ثلاثين عامًا، استطاع توحيد معظم مناطق شبه الجزيرة، ليعلن في 23 سبتمبر 1932 قيام المملكة العربية السعودية، دولة حديثة قوية، ترفرف رايتها بـ”لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

القائد الحكيم والملك الأب
لم يكن عبد العزيز مجرد محارب، بل كان حاكمًا فطنًا، بنى دولته على العدل والشورى، ووضع اللبنات الأولى لمؤسسات الحكم والإدارة، واهتم بالتعليم والصحة والأمن. وكان يستمع لرعيّته، يجلس معهم، ويتفقد أحوالهم بنفسه. أحبه شعبه لأنه كان قريبًا منهم، وأحبه العالم لأنه كان يحكم بعين القائد وقلب الأب.

رؤية المستقبل وبداية النهضة
في أواخر حياته، بدأ عبد العزيز يضع الأسس لرؤية مستقبلية عمادها الاستقرار والتنمية. اكتُشف النفط في عهده، فتعامل معه بحكمة، وربط بين ثروات الأرض والازدهار الحقيقي. وأسس علاقات دبلوماسية متزنة مع العالم، جعلت من السعودية دولة يُحسب لها ألف حساب في محيطها العربي والإسلامي والدولي.

الرحيل.. وبقاء الأثر
في عام 1953، رحل الملك عبد العزيز إلى جوار ربه، بعد أن تحوّلت أمانيه من رمال منثورة إلى وطن شامخ. ترك خلفه دولة راسخة، وشعبًا موحدًا، وأبناءً أكملوا مسيرته، فصار اسمه محفورًا في ذاكرة العرب، ورايته خفاقة على واحدة من أهم دول العالم.

إرث لا يُنسى في قلب كل سعودي
كان الملك عبد العزيز رجلًا صنع من الصحراء دولة، ومن الشتات وحدة، ومن التحديات مجدًا خالدًا. سيظل في ذاكرة كل سعودي وعربي رمزًا للشجاعة، والحكمة، والإرادة التي لا تنكسر. إنه “المؤسس”، الذي بدأت معه حكاية المجد، وما زالت مستمرة.

الملك فيصل بن عبد العزيز

الملك فيصل بن عبد العزيز: حكيم العرب وسيف البترول
في قلب الصحراء العربية، وتحديدًا في مدينة الرياض، وُلد الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود في أبريل 1906، ليكون منذ نعومة أظافره أحد أعمدة الدولة السعودية الناشئة. نشأ في بيت الحكم، وتربى على يد والده الملك عبد العزيز، فتعلم منذ الصغر الفروسية، والقرآن، وفنون السياسة. كان ذكيًّا، متزنًا، ويمتلك من الحضور ما يلفت الأنظار، حتى وهو طفل بين الكبار.

الفتى الذي صار سفيرًا ووزيرًا
في سن مبكرة، أرسله والده في بعثات دبلوماسية إلى أوروبا، ومثل بلاده في مؤتمرات دولية وهو لم يزل شابًا، ليصبح وجه المملكة في الخارج. ثم تولى وزارة الخارجية، فكان أول من فتح أبواب السعودية على العالم، وأول من قدّم للعالم صورة الدولة الحديثة المتجذّرة في القيم.

ملك في زمن التحوّل
تولى فيصل الحكم عام 1964 في لحظة دقيقة من تاريخ المنطقة والعالم. كانت الحرب الباردة على أشدها، والقضية الفلسطينية تنزف، والفتن تحيط بالأمة العربية من كل جانب. لكنه لم يكن ملكًا عاديًا، بل قائدًا يملك رؤية واضحة: بناء دولة قوية، معتدلة، مستقلة القرار، تقود ولا تُقاد.

التعليم أولًا، والنهضة للجميع
أطلق فيصل أكبر مشروع تعليمي شهدته المملكة في حينه، وأنشأ المدارس والمعاهد والجامعات، وفتح أبواب التعليم للبنات في قرار شجاع واجه به التيارات المتشددة. بنى دولة مؤسسات، واهتم بالبنية التحتية، ودفع المملكة نحو الحداثة بخطى ثابتة لا تنفصل عن جذورها الإسلامية.

نصير القدس وقائد معركة النفط
كانت فلسطين في قلبه، ولم تكن شعاراته للكاميرا، بل مواقف تُسجل. وقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ودافع عن القدس في المحافل الدولية، ودعا لوحدة الصف العربي. وفي حرب أكتوبر 1973، سجّل أعظم موقف عربي موحّد عندما استخدم سلاح النفط كسلاح إستراتيجي، فقطع الإمدادات عن الدول الداعمة لإسرائيل، ليهتز العالم من تحت أقدامه. قال كلمته الشهيرة: “نحن وُلدنا في الصحراء، وسنعود للصحراء، ولن نركع إلا لله”.

استشهاد الزعيم ووداع الأمة
في يوم 25 مارس 1975، وبينما كان يؤدي عمله كعادته، تعرّض الملك فيصل لاغتيال غادر داخل القصر، فسقط صامتًا، لكن صدى مواقفه ظل يعلو. بكت عليه الأمة من الخليج إلى المحيط، ونعاه العرب كقائد لم يساوم، ولم يتنازل، وكان وفيًّا لقضاياهم حتى النفس الأخير.

إرث خالد في ذاكرة العرب والمسلمين
لم يكن الملك فيصل رجل سلطة فقط، بل كان رمزًا للحكمة، والكرامة، والعزة. زعيم جمع بين هيبة الملك، وقوة القرار، وبصيرة المصلح. اليوم، وبعد عقود من رحيله، لا يزال يُذكر بوصفه “حكيم العرب”، و”شهيد القدس”، و”صوت الأمة في زمن الصمت”.

نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا: وجه الحرية وصوت العدالة
في ريف جنوب أفريقيا، وتحديدًا في قرية “مفيتزو” الصغيرة، وُلد نيلسون روليهلاهلا مانديلا في 18 يوليو 1918، ليبدأ مسيرة رجل سيصبح أيقونة للنضال وضميرًا عالميًا للحرية. نشأ مانديلا في بيت قبلي بسيط، لكنه امتلأ بالقيم الإفريقية الأصيلة، فشبّ فتى يحلم بمجتمع عادل، لا يُفرّق بين البشر على أساس اللون أو الأصل.

العنصرية بداية المعركة
عاش مانديلا في ظل نظام الفصل العنصري “الأبارتايد”، الذي حوّل وطنه إلى سجن كبير لأصحاب البشرة السوداء. لم يكن قادرًا على الصمت، فانضم إلى “المؤتمر الوطني الأفريقي”، وبدأ نضاله بالكلمة والمظاهرة والدعوة للعدالة. ومع تصاعد القمع، اضطر إلى التحول إلى الكفاح المسلح، لكنه ظل مؤمنًا بأن الحرية لا تُولد من الكراهية، بل من إصرارٍ على بناء وطن يتسع للجميع.

السجن.. مدرسة الزعماء
في عام 1964، حُكم على مانديلا بالسجن مدى الحياة، وقضى 27 عامًا خلف القضبان، منها سنوات طويلة في جزيرة روبن. لم تنكسر روحه، ولم يضعف صوته. كان يقرأ، ويكتب، ويقود رفاقه من خلف الأسوار. تحول السجن إلى منبر، وصار وجهه رمزًا عالميًا للمقاومة والصبر والكرامة. خرج من الزنزانة أكثر إشراقًا من الذين سجَنوه.

من السجين إلى الرئيس
في عام 1990، أفرج النظام العنصري عن مانديلا تحت ضغط شعبي وعالمي هائل. فاجأ الجميع بقدرته على الصفح والمصالحة، ورفضه للانتقام، ودعوته لبناء وطن موحد. وبعد سنوات قليلة، وفي أول انتخابات حرة في تاريخ جنوب أفريقيا، اختاره الشعب رئيسًا، ليصبح أول زعيم أسود للبلاد، ويبدأ فصلًا جديدًا من الحرية والسلام.

السلام.. انتصار الحكماء
لم يكن مانديلا زعيمًا سياسيًا فقط، بل كان طبيبًا لجراح أمة. أسس لجنة الحقيقة والمصالحة ليكشف عن آلام الماضي دون أن يزرع الحقد في المستقبل. دعا للتعايش، وصنع وطنًا جديدًا لا يُبنى على الانتقام، بل على الاعتراف والمغفرة. لم يملك قصورًا ولا كنوزًا، لكنه امتلك قلوب الملايين.

رحيل الجسد، وبقاء الأسطورة
في 5 ديسمبر 2013، رحل مانديلا عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد أن صار رمزًا عالميًا للنضال الإنساني. خرجت جنوب أفريقيا كلها تودّعه بالدموع والزهور، ووقف زعماء العالم يحيّون الرجل الذي علّمهم كيف يكون القائد مناضلًا، والمنتصر مسالمًا، والمجروح غافرًا.

إرث خالد في قلب العالم
سيظل مانديلا في ذاكرة البشرية كمنارة للحرية، ورمزًا لقوة الصبر والعقل في وجه الظلم. رجلٌ خلع بدلته العسكرية ليرتدي ثوب السلام، ووقف على منصة الحكم لا لينتقم، بل ليُداوي. إنه نيلسون مانديلا، الذي انتصر على سجانِه، وعلى عنصرية قرنٍ كامل، ليكتب في التاريخ صفحة عنوانها: “السلام طريق الأقوياء””.

Back to Top
Product has been added to your cart